السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبـسـم الله الـــرحــمـن الــرحــيــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي أمر بالدعاء ووعد عليه الإجابة
وحث على أفعال الخير كلها ، وجعـل جــزاءها
القبول والإثابة فسبحانه من كريم جواد رؤوف
بالعـبـاد يأمر عبــاده بالتقـرب إليــه بالدعــاء
ويخبرهم أن خزائنه ليس لها نفــاد ، وأشهــد
أن لا إله إلا الله وحــده لا شريك له ولا ند ولا
مضــاد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ســيد
الرسل وخلاصة العباد ، اللهم صل وسلم على
محــمد وعـلـى آله وأصحــابه العــلماء العبّاد
وعـلـى التابعين لهم بإحسان إلى يوم التناد .
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى وتعرضوا
لنفحـات المولى في جميع الأوقات بالدعــــاء
والرجاء ، واعلموا أن الدعاء يجلب الخيرات
ويستدفـع به البــلاء وأنـه ما دعـــى الله داع
إلا أعـطـاه ما سأله معجلا ، أو ادخر له خيرا
مــنـه ثوابا مؤجلا ، وصرف عنه من السوء
أعظـم منه كرما منه وإحسانا وتفضلا ، وفي
الصحيـح مرفوعا « لا يــــزال يستجاب للعبد
ما لم يـدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل
قـيل : يا رسـول الله ! ما الاستعــجال ؟ قــال
يقـول : قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب
لي . فيسـتـحسر عنـد ذلك ، ويدع الدعاء »
رواه مسلم، و قال رسول الله صلى الله عليه
و ســلم " الدعــاء هو العــبادة ثـم قرأ قوله
تعالى(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )الآية
رواه ابن ماجـه وقال الألباني حديث صحيح
إن الدعــاء ينفـع مما نزل ومما لم ينـــزل ،
فعليكم عبـاد الله بالدعاء ،ليسأل أحدكم ربه
حاجـــاته كـلها ، وكيف لا يكون الدعاء مخ
العبــــادة وخالصها ؟ وهو من أعظم القرب
لرب العالمين وبه يدرك العبد مصالح الدنيا
والدين ،وبكثرة الإلحاح فيه على الله ينقطع
الرجاء من المخلوقين ويكمل رجاؤه وطمعه
في رحـمة أرحم الراحمين ، ألا وإن الدعاء
ينبئ عن حقيقة العبودية ، وقوة الافتقار ،
ويوجـب للعبــد خضــوعه وخشــوعه لربه
وشـدة الانكسار ، فكم من حاجة دينية ، أو
دنيوية ألجأتك إلى كثرة التضـــرع واللجــأ
إلى الله والاضطـرار إليه ، وكم من دعــوة
رفع الله بها المـكاره وأنواع المضــــار ؟!
وجلب بها الخيرات والبـــركات والمسار ،
وكم تعــرض العبــد لنفحــات الكــــريم في
ساعـات الليل والنهار فأصابته نفحة منها
في ساعة إجابة ، فسعد بها وأفلح والتحق
بالأبـرار وكم ضرع تائب فتاب عليه وغفر
له الخطـــايا والأوزار !! وكم دعاه مضطر
فكشـف عنه السوء وزال عنه الاضطرار ،
وكــم لـجأ إليـه مستغــيث فــأغاثه بخيــره
المـدرار !! فمن وفق لكثرة الدعاء فليبشر
بقرب الإجابة ، ومن أنزل حــوائـجه كلـها
بربه فليطمئن بحصولها من فضله وثوابه
فحقيـق بك أيها العبد أن تلح بالدعاء ليلا
ونهـارا ، وأن تلجأ إليه سرا وجهارا وأن
تعلــم أنه لا غنــى لك عنه طرفة عين في
دينك ودنياك ، فإنه ربك وإلهك ونصيــرك
ومـولاك ( وَإِذَا سَـــأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ ) . الآية .البقرة186